يعرف الألم خلال العلاقة الزوجية طبيًّا بـ عسر الجماع، ويعبّر عن الشعور بالألم الذي يحدث خلال الجماع أو الاتصال الجنسي، وقد ينجم عن أسباب عضوية أو نفسية. يمكن أن يظهر الألم الجنسي عند الإيلاج، أثناء الجماع، أو حتى بعده، وقد يُشعر به في أي منطقة من المناطق التناسلية، مثل البظر، الشفرتين، أو المهبل. يُمكن وصف هذا الألم بأنه حاد أو لاذع أو حارق، كما يمكن أن يشعر الشخص بتشنجات في المنطقة.
ولكن ما أسباب الألم خلال العلاقة الزوجية؟ يقدم لنا الإجابة في هذا المقال الدكتور سامر ياغي استشاري النسائية والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب.
أسباب الألم خلال العلاقة الزوجية
تتعدد أسباب الألم خلال العلاقة الزوجية وقد تتضمن أحد الأسباب التالية:
بعض الحالات الطبية
ومنها نذكر ما يلي:
بطانة الرحم المهاجرة
وهي حالة صحية ينمو فيها نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم (مثل قناتي فالوب أو المبيضين وغيره.
غالبًا ما تعاني المرأة المصابة ببطانة الرحم المهاجرة من الألم أثناء الإيلاج والحركات المرتبطة بالجماع. يحدث ذلك بسبب تمدد وسحب الأنسجة غير الطبيعية، خاصة عندما تتواجد البطانة خلف المهبل أو أسفل الرحم.
بعض الاضطرابات الجلدية التي تؤثر على الأعضاء التناسلية
يمكن لأي نوع من اضطرابات الجلد المثيرة للحكة مثل التهاب الجلد أن يجعل ممارسة الجنس مؤلم.
مشاكل في قاع الحوض
يمكن أن تؤدي مشاكل العضلات والأربطة المتواجدة في قاع الحوض إلى الشعور بالألم أثناء العلاقة الزوجية.
مشاكل الأمعاء
بعض الحالات التي تسبب التهاب في الأمعاء مثل متلازمة القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي ومرض كرون. قد تسبب أيضًا ألم خلال العلاقة الزوجية.
مشاكل المثانة
التهابات المسالك البولية المزمنة والتهاب المثانة الخلالي قد تؤدي أيضًا إلى الشعور بألم أثناء العلاقة الزوجية.
اقرأ أيضًا: أسباب فشل الحقن المجهري
التغيرات الهرمونية
يمكن للتغيرات الهرمونية، وخاصة تلك التي تحدث أثناء انقطاع الطمث، أن تجعل ممارسة الجنس مؤلم.
مشاكل الجهاز العصبي
مثل انضغاط العصب في الظهر، ومشاكل العصب الفرجي والتهاب الأعصاب.
الرضاعة الطبيعية
تحدث العديد من التغيرات الهرمونية خلال الرضاعة الطبيعية والتي قد تؤدي إلى الشعور بألم خلال العلاقة الزوجية.
المُتلازِمة التناسلية البولية لانقِطاع الطمْث أو ضمور المهبل
في هذه الحالة يمكن أن تفقد بطانة المهبل رطوبتها وسمكها الطبيعي وتصبح جافة ورقيقة وملتهبة، وهذا يؤدي إلى الشعور بألم خلال الجماع.
التشنج المهبلي
وهو عبارة عن تشنج لا إرادي لعضلات المهبل، غالبًا ما يكون ناتجًا عن الخوف من التعرض للأذى أو الصدمة السابقة.
المُعاناة من العدوى
ومن الأمثلة عليها:
- العدوى المهبلية: وهي من الحالات الشائعة، وتشمل عدوى الخميرة أو التهاب المهبل البكتيري.
- العدوى المنقولة جنسياً: قد تشمل الثآليل التناسلية أو الهربس أو غيره من الأمراض المنقولة جنسياً.
- عدوى في الرحم أو المهبل.
العوامل النفسية
يمكن أن يساهم القلق، أو الاكتئاب، أو القلق بشأن المظهر الجسدي، بالإضافة إلى الخوف من العلاقة الجنسية، في تقليل مستوى الإثارة والشعور بعدم الراحة أو الألم.
كما أنه عندما تشعر المرأة بالتوتر، قد يؤدي ذلك إلى توتر عضلات قاع الحوض. وهو ما قد يساهم في الشعور بالألم أثناء الاتصال الجنسي.
علاج الألم خلال العلاقة الزوجية
يتم اختيار العلاج المناسب بناءً على المسبب وذلك كما يلي:
- إذا كان جفاف المهبل هو المشكلة، يمكن تخفيف الألم خلال العلاقة الزوجية من خلال زيادة المداعبة قبل الجماع، أو يُمكن استخدام المواد الهلامية (المزلقات) المتوفرة في الصيدليات التي تساعد على ترطيب المنطقة قبل الجماع. أو قد يتم وصف كريمات الإستروجين الموضعية إذا كان جفاف المهبل مرتبطًا بانقطاع الطمث.
- إعطاء مضادات الفطريات بالنسبة لعدوى الخميرة المهبلية.
- وصف المضادات الحيوية لعدوى المسالك البولية أو الأمراض المنقولة جنسياً.
- إذا كان سبب عسر الجماع هو بطانة الرحم المهاجرة، فمن المرجح أن يصف الطبيب دواء، أو قد يكون هناك حاجة إلى إجراءات جراحية للسيطرة على أو إزالة النمو غير الطبيعي لأنسجة الرحم.
- إذا كان السبب مشاكل نفسية فهنا يُمكن الحصول على استشارة وبعض النصائح من الطبيب المختص. كما قد يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا أيضًا بهدف تغيير أنماط التفكير والسلوكيات السلبية.
المراجع:
- Dyspareunia (Painful intercourse). (2024, July 29). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/12325-dyspareunia-painful-intercourse#symptoms-and-causes
- Harvard Health. (2024, February 15). Painful sexual intercourse (dyspareunia). https://www.health.harvard.edu/a_to_z/painful-sexual-intercourse-dyspareunia-a-to-z