الحمل خارج الرحم

ما هو الحمل خارج الرحم؟

الحمل خارج الرحم، هو حالة لا يحدث فيها التطور الطبيعي للحمل داخل الرحم، بل تنغرس البويضة المخصبة في مكان آخر، غالبًا في قناة فالوب، أو في حالات نادرة في تجويف البطن أو المبيض أو عنق الرحم. وعلى الرغم من أن الحمل خارج الرحم لا يمكن أن يستمر كما في الحمل الطبيعي، إلا أنه يتطلب علاجًا طبيًا فوريًا، إذ إن هذه الحالة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل النزيف الشديد إذا لم يتم علاجها. في هذه المقالة، سيتناول الدكتور سامر ياغي استشاري النسائية والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب تفاصيل هذا النوع من الحمل، أسبابه، أعراضه، وكيفية التعامل معه بشكل طبي في هذا المقال.

ما هي أعراض الحمل خارج الرحم؟

يمكن أن تكون الأعراض المبكرة للحمل خارج الرحم تشبه لحدٍ كبير أعراض الحمل الطبيعي. ومع ذلك، قد تعاني المرأة من أعراض إضافية في حال الحمل خارج الرحم، بما في ذلك:

  • نزيف مهبلي.
  • ألم في أسفل البطن والحوض وأسفل الظهر.
  • دوخة أو ضعف.

إذا انفجرت قناة فالوب، فقد يكون الألم والنزيف شديدين بما يكفي للتسبب في أعراض إضافية. يمكن أن تشمل:

  • ألم حاد مفاجئ في أسفل البطن.
  • الإغماء.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • ألم الكتف.
  • ضغط في المستقيم أو مشاكل الأمعاء.

ما هي أسباب حدوث الحمل خارج الرحم؟

في الغالب، يحدث الحمل خارج الرحم عندما تتأثر حركة البويضة في عبورها عبر قناة فالوب نتيجة بعض الأسباب، مما يعيق وصولها إلى الرحم بشكل طبيعي. يمكن أن تكون الأسباب التالية وراء هذه الحالة:

  • وجود أنسجة ندبية أو التصاقات ناتجة عن جراحة سابقة في الحوض، مما يعوق حركة البويضة.
  • الإصابة بتلف في قناتي فالوب بسبب عدوى منقولة جنسيًا.
  • تشوهات خلقية في قناة فالوب قد تؤدي إلى تعطيل مرور البويضة بشكل طبيعي.
  • وجود أورام أو أكياس قد تسد أو تضيق قناة فالوب، مما يعيق انتقال البويضة المخصبة إلى الرحم.

عوامل الخطر

هناك عدة عوامل قد تزيد من احتمالية حدوث حمل خارج الرحم. ومنها:

  • حمل خارج الرحم سابقًا: إذا كان لديك تجربة حمل خارج الرحم من قبل، فإن احتمالية حدوثه مرة أخرى قد تكون أعلى.
  • مرض التهاب الحوض (PID): وهو عدوى يمكن أن تتسبب في تكون أنسجة ندبية داخل قناتي فالوب والمبيضين والرحم، مما قد يعطل حركة البويضة.
  • جراحة سابقة في قناتي فالوب أو الحوض: مثل إجراء ربط البوق أو عمليات أخرى في الأعضاء التناسلية، قد تؤدي إلى زيادة خطر حدوث التصاقات في قناتي فالوب.
  • تاريخ من العقم: إذا كنت قد واجهت صعوبة في الحمل في الماضي، فقد يزيد ذلك من خطر الحمل خارج الرحم.
  • علاج العقم بالتلقيح الصناعي: الحمل الناتج عن التلقيح الصناعي قد يكون أكثر عرضة لحدوث الحمل خارج الرحم مقارنة بالحمل الطبيعي.
  • الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً: الأمراض مثل السيلان أو الكلاميديا يمكن أن تضر بقناتي فالوب وتزيد من احتمالية حدوث الـ حمل خارج الرحم.
  • التقدم في العمر: فالنساء اللاتي تزيد أعمارهن عن 35 عامًا لديهم مخاطر أعلى.
  • التدخين.
  • بطانة رحم مهاجرة.
  • وجود اللولب الرحمي أثناء الحمل.

اقرأ أيضًا: بطانة الرحم المهاجرة

كيف يتم تشخيص الحمل خارج الرحم؟

غالبًا لا يتم الكشف عن الحمل خارج الرحم إلا من خلال إجراء فحوصات من قِبل الطبيب، حيثُ يقوم الطبيب بالعديد من الفحوصات لتأكيد التشخيص، ومنها:

  • فحص البول: هذا الاختبار يساعد على تحديد وجود الحمل بشكل أولي، ولكن لا يميز ما إذا كان الحمل في الرحم أو خارجه.
  • اختبار الدم: يقيس هذا الاختبار مستويات هرمون الحمل (HCG) في الدم، وهو الهرمون الذي يُفرز أثناء الحمل. في الحالات الطبيعية، تزداد مستويات هذا الهرمون بشكل تدريجي بعد أن تزرع البويضة المخصبة في الرحم. أما في الحمل خارج الرحم، فقد تكون مستويات هرمون HCG منخفضة بشكل غير طبيعي أو لا تزداد كما هو متوقع.
  • فحص الموجات فوق الصوتية (السونار): يستخدم هذا الفحص لإنشاء صورة للأعضاء الداخلية، ويعد من أهم الفحوصات لتحديد مكان زرع البويضة المخصبة. حيثُ يمكن لهذا الفحص تحديد موقع الحمل في قناة فالوب أو أي مكان آخر غير الرحم.

إذا اشتبه الطبيب في وجود حمل خارج الرحم بناءً على هذه الفحوصات، سيتم تحديد العلاج المناسب بشكل سريع لتفادي أي مضاعفات خطيرة.

كيف يتم علاج الحمل خارج الرحم؟

يتم علاج الحمل خارج الرحم بواسطة الأدوية أو الجراحة، اعتمادًا على حالة المريضة ومدى تطور الحمل. إليك تفاصيل الخيارات العلاجية المتاحة:

الميثوتريكسات

في بعض الحالات، قد يُوصي الطبيب باستخدام دواء يسمى الميثوتريكسات، الذي يعمل على إيقاف نمو البويضة المخصبة داخل قناة فالوب. يساعد هذا الدواء على إنهاء الحمل دون التأثير على الأنسجة السليمة حوله، ولا يسبب ضررًا لقناتي فالوب إذا لم تكن قد تعرضت للتلف أو الانفجار بالفعل.

يتم إعطاء الميثوتريكسات عادةً عبر حقنة واحدة. يعتبر هذا الخيار أقل تدخلاً من الجراحة، ولكنه يتطلب مواعيد متابعة دورية لمراقبة مستويات هرمون الحمل (HCG) في الدم. لذلك ينبغي على المريضة المتابعة مع الطبيب للتأكد من انخفاض مستوى الهرمون بشكل طبيعي. 

في حالات نادرة، قد تكون هناك حاجة لحقنة إضافية إذا لم تنخفض مستويات الهرمون بالقدر المطلوب بعد الجرعة الأولى.

الجراحة

إذا كانت قناة فالوب قد تمزقت أو كانت هناك خطورة على تمزقها بسبب الحمل خارج الرحم، فإن الجراحة تصبح الخيار العلاجي الأفضل. هذه الحالة تتطلب تدخلًا عاجلاً لأن التمزق يمكن أن يؤدي إلى نزيف داخلي خطير.

عادةً ما يتم إجراء الجراحة باستخدام المنظار، وهو إجراء طفيف التوغل يتم من خلال عدة شقوق صغيرة في البطن أثناء التخدير العام. إذا كانت قناة فالوب قد تمزقت أو أصيبت بأضرار شديدة، قد يضطر الجراح لإزالة القناة تمامًا. في حالات أخرى، إذا كانت القناة سليمة إلى حد ما، قد يتم إزالة البويضة المخصبة مع الحفاظ على سلامة قناة فالوب.

المراجع:

  1. Ectopic pregnancy. (2024, September 9). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9687-ectopic-pregnancy

Sreenivas, S. (2024, January 8). Ectopic pregnancy: What to know. WebMD. https://www.webmd.com/baby/pregnancy-ectopic-pregnancy