الرحم ذو القرنين وتأثيره على الحمل

الرحم ذو القرنين

الرحم ذو القرنين (Bicornuate uterus)، والذي يشار إليه أحيانًا باسم الرحم على شكل قلب، يعتبر أحد أنواع تشوهات الرحم الخلقية التي قد تولد به المرأة، حيثُ يبدو الرحم بهيئة قرنين في الجزء العلوي من الرحم.

وقد تتسائل العديد من النساء المُصابات بهذه الحالة هل يؤثر الرحم ذو القرنين على القدرة الإنجابية أو على الحمل؟ سيقدم لنا الإجابة الدكتور سامر ياغي استشاري النسائية والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب في هذا المقال.

الرحم ذو القرنين وتأثيره على الحمل

لا يؤثر الرحم ذو القرنين على الخصوبة ولا يقلل من فرص المرأة في الحمل، فهو لا يمنع انغراس الأجنة في بطانة الرحم وبالتالي فهو لا يسبب العقم.

وفي حقيقة يمكن للنساء اللاتي تعانين من الرحم ذو القرنين أن يتمتعن بحمل صحي وولادة طبيعية، إذ عادًة ما يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الأم والطفل خلال فترة الحمل والولادة.

وذلك من خلال زيادة خضوع المرأة للمزيد من الفحوصات مثل فحص السونار حتى يتمكن الطبيب من مراقبة حجم وشكل الرحم وموضع الطفل والمشيمة.

مضاعفات الرحم ذو القرنين على الأم والجنين

في بعض الأحيان قد يزيد الرحم ذو القرنين من احتمالية حدوث بعض المضاعفات أثناء الحمل والتي تتضمن:

  • الإجهاض.
  • الولادة المبكرة.
  • انخفاض وزن الجنين عند الولادة، وذلك بسبب عدم وجود مساحة كافية لنموه في الرحم.
  • نزيف مهبلي.
  • وضع الجنين المقعدي أو أي وضعية أخرى غير الوضعية المناسبة التي تتضمن أن يكون رأس الجنين إلى أسفل قُبيل الولادة.
  • زيادة فرصة الولادة القيصرية.
  • نزيف ما بعد الولادة.
  • المشيمة المنزاحة أو أي حالة أخرى من المشيمة.
  • ارتفاع ضغط الدم الناتج عن الحمل.
  • التأثير على عنق الرحم.

هل سيعاني الجنين من عيب خلقي إذا كان لديه رحم ذو قرنين؟

لا، لا يصاب الجنين بالعادة بأي عيب خلقي، ولكن تزداد احتمالية حدوث الولادة المبكرة (أي حدوث المخاض قبل 37 أسبوعًا من الحمل).

وهذا يعني أن الطفل يمكن أن يولد قبل الأوان أو قبل أن تتطور أعضاء معينة بشكل كامل.

اقرأ أيضًا: زيادة عدد الحيوانات المنوية.

ما هي أعراض رحم ذو القرنين؟

في كثير من الأحيان، تولد العديد من النساء برحم ذو قرنين دون أن تظهر عليهن أي أعراض، بحيث تكتشف معظمهن أن لديهن هذه الحالة فقط بعد إجراء اختبار السونار أو أي فحص تصويري.

ومع ذلك، من الممكن أن تعاني بعض النساء من بعض الأعراض ومنها:

  • الشعور بألم أثناء الجماع.
  • ألم أو إزعاج في البطن.
  • نزيف مهبلي غير منتظم.
  • آلام الدورة الشهرية.
  • الإجهاض المتكرر.

الأسباب

كما ذكرنا سابقًا فإن الرحم ذو القرنين هو من العيوب الخلقية، مما يعني أنه شيء تولد به المرأة.

وعادًة ما يحدث ذلك عندما لا يتطور رحم الأنثى بشكل طبيعي أثناء نموها في الرحم، حيثُ تندمج بعض قنوات الرحم معًا بشكل جزئي فقط، مما يؤدي إلى انفصال الجزأين العلويين، وبالتالي يظهر للرحم قرنين بارزين.

تشخيص الرحم ذو القرنين

تشمل الخيارات التشخيصية للرحم ذو القرنين الآتي:

  • فحص الحوض: وذلك يتضمن بدايًة فحص الأعضاء التناسلية الخارجية ثم قد يقوم الطبيب بإدخال جهاز إلى المهبل وفحص الأعضاء الداخلية.
  • الموجات فوق الصوتية (السونار): حيثُ يقوم الطبيب بوضع جهاز السونار على البطن أو من خلال المهبل والتحقق من شكل الرحم.
  • تنظير البطن: فقد يُساعد هذا الفحص على الكشف عن الشكل الخارجي للرحم.
  • تنظير الرحم: يعتبر هذا الإجراء مهم لمعرفة كافة التفاصيل الموجودة داخل الرحم.

العلاج

إذا كانت المرأة حامل وكانت تُعاني من الرحم ذو القرنين، فقد يكون هناك حاجة لإجراء المزيد من الفحوصات والالتزام بمراقبة وضعية الطفل بشكلٍ أكبر.

وتشمل الخيارات العلاجية التي قد يوصي بها الطبيب الآتي:

الجراحة لعلاج الرحم ذو القرنين

من النادر أن يوصى بعلااج هذه الحالة بالجراحة ولكن في حال تعرضت المرأة لإجهاض متكرر فقد يوصي الطبيب بجراحة لتصحيح هذا العيب تُعرف برأب ستراسمان، وعادًة ما تُجرى هذه العملية بواسطة المنظار.

تعتبر هذه العملية آمنة وبأقل احتمالية لحدوث مضاعفات كما وجد بأنها مفيدة في تحسين فرص ولادة أطفالًا أصحاء عبر عملية قيصرية.

تطويق عنق الرحم

إذا كنت المرأة حاملاً، فقد يوصي الطبيب بتطويق عنق الرحم وهي تتضمن استخدام غرزٌ توضع في عنق الرحم لإغلاقه أثناء فترة الحمل وذلك للمساعدة على منع الولادة المُبكِّرة.

وعادًة ما يتم فك هذه الغرز غالبًا خلال الشهر الأخير من الحمل.

الولادة القيصرية

غالبًا ما يؤدي الرحم ذو القرنين إلى تضييق المساحة على الجنين وقد يتسبب ذلك في جعله بالوضع المقعدي أو ولادته بشكل مبكر.

لذلك في هذه الحالة يوصي الطبيب عادًة بإجراء عملية قيصرية مجدولة مع اقتراب موعد الولادة، خاصة إذا كان هناك مساحة صغيرة للطفل للوصول إلى الوضع الصحيح للولادة.

الرحم ذو القرنين هو من العيوب الخلقية التي قد تولد بها بعض الإناث، وتحدث عادًة نتيجة عدم اكتمال نمو الرحم خلال مرحلة التطور الجنيني، ولا تؤثر هذه الحالة عادًة على الحمل أو انغراس البويضة، ولكن في بعض الأحيان قد تسبب بعض المضاعفات للأم أو الجنين.

المراجع:

  1. Professional, C. C. M. (n.d.-a). Bicornuate uterus. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/22798-bicornuate-uterus
  2. Cadman, B. (2023, June 27). What is a bicornuate uterus? https://www.medicalnewstoday.com/articles/320822#symptoms
  3. Marks, J. (2017, July 27). What is a bicornuate uterus and how does it affect fertility? Healthline. https://www.healthline.com/health/womens-health/bicornuate-uterus#causes
  4. Danielsson, K. (2022, October 5). What is a bicornuate uterus? Verywell Family. https://www.verywellfamily.com/bicornuate-uterus-and-risk-of-miscarriage-2371689#toc-identifying-a-bicornuate-uterus