الورم الليفي هو نمو غير سرطاني يحدث في الرحم، وتعد من الحالات الشائعة التي تصيب العديد من النساء، خاصة في سن الإنجاب. تختلف الأورام الليفية في العدد والحجم، فقد تصاب بعض النساء بورم ليفي واحد فقط أو عدة أورام في وقت واحد. في بعض الأحيان قد لا تسبب هذه الأورام أيّة أعراض وبالتالي قد لا تدرك العديد من النساء أنهن مصابات بالورم الليفي. إلا أنه في حالات أخرى خاصًة إذا كان كبيرًا قد يسبب أعراضًا ملحوظة.
ولكن هل يؤثر الورم الليفي على الحمل؟ يقدم لنا الإجابة الدكتور سامر ياغي استشاري النسائية والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب في هذا المقال.
هل يؤثر الورم الليفي على الحمل؟
يعتمد ذلك على حجم الورم الليفي أو موقعه، إذ أنه قد يؤثّر على القدرة على الحمل، أو حتى الاحتفاظ بالحامل، أو الحصول على حمل سليم.
على سبيل المثال تنمو الأورام الليفية تحت المخاطية تحت الغشاء المخاطي تحديدًا في الطبقات الداخلية داخل الرحم. كما قد تتواجد داخل تجويف الرحم.
وتجدر الإشارة إلى أنها قد تنمو إلى حجم كبير لدرجة قد يؤدي إلى انسداد قنوات فالوب، مما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة لتخصيبها، وبالتالي تؤثر على الخصوبة والحمل.
أما الأورام الليفية التي تتواجد داخل جدار الرحم، خاصة إذا كانت صغيرة الحجم، فغالبًا لا يكون لها تأثير كبير على القدرة على الحمل أو سير الحمل مستقبلاً.
أعراض الورم الليفي في الرحم
في معظم الحالات، لا تُسبب الأورام الليفية الرحمية أي أعراض. ولكن عندما تظهر الأعراض، فإنها تختلف حسب مكان الورم وحجمه وعدده.
ومن أكثر أعراض الورم الليفي الشائعة التي قد تظهر:
- نزيف غزير أو ألم شديد أثناء الدورة الشهرية.
- طول فترة الدورة الشهرية أو زيادة تكرارها.
- الشعور بضغط أو ألم في منطقة الحوض.
- كثرة التبول أو صعوبة في التبول.
- زيادة ملحوظة في حجم منطقة البطن.
- الإمساك.
- آلام في البطن أو أسفل الظهر، أو ألم أثناء الجماع.
أعراض الورم الليفي التي تستدعي زيارة الطبيب؟
ينبغي عليكِ مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- ألم مستمر في منطقة الحوض لا يختفي.
- دورات شهرية غزيرة أو مؤلمة تؤثر على قدرتكِ على أداء الأنشطة اليومية.
- نزيف أو تبقيع غير طبيعي بين فترات الدورة الشهرية.
- صعوبة في إفراغ المثانة بشكل كامل.
- شعور دائم بالتعب والضعف، والذي قد يكون مؤشرًا على فقر الدم.
ما هي أسباب ظهور الأورام الليفية في الرحم؟
على الرغم من عدم تحديد سبب دقيق لظهور الأورام الليفية، إلا أن هرموني الإستروجين والبروجسترون يُعتقد أنهما يلعبان دورًا كبيرًا في تحفيز نمو هذه الأورام.
تحدث معظم الأورام الليفية عند النساء في سن الإنجاب. وتشير الأبحاث إلى أن الأورام الليفية تتجه إلى النمو عندما تكون مستويات الهرمونات مرتفعة، مثلما يحدث أثناء الحمل، وتبدأ في الانكماش عندما تنخفض مستويات الهرمونات، كما في مرحلة سن اليأس.
ما هي عوامل الخطر؟
توجد عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالأورام الليفية في الرحم، وتشمل:
- السمنة وارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI).
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالأورام الليفية.
- عدم إنجاب الأطفال.
- حدوث الدورة الشهرية في سن مبكر.
- سن اليأس المتأخر.
اقرأ أيضًا: اعراض تسمم الحمل
طرق علاج الأورام الليفية الرحمية
تعتمد خيارات علاج الأورام الليفية على حجم الورم، موقعه، ومدى تأثيره على صحة المرأة. قد لا تتطلب الأورام الليفية الصغيرة أو التي لا تسبب أعراض أي علاج. بينما قد تحتاج الأورام الأكبر أو التي تُسبب أعراضًا إلى تدخل طبي. إليك أبرز الخيارات العلاجية:
المراقبة والمتابعة
إذا كانت الأورام الليفية صغيرة أو لا تُسبب أعراضًا، قد يوصي الطبيب بالمراقبة فقط. يتم متابعة الحالة عبر فحوصات دورية مثل الموجات فوق الصوتية (السونار) للتأكد من عدم زيادة حجم الورم أو ظهور أعراض جديدة.
العلاج الدوائي
هناك العديد من الخيارات العلاجية ومنها ما يلي:
- مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية: تساعد هذه الأدوية في السيطرة على الألم وعدم الراحة الناجمين عن الأورام الليفية. تشمل الأمثلة الأسيتامينوفين والإيبوبروفين.
- مكملات الحديد: إذا كنت تعانين من فقر الدم بسبب النزيف الزائد، فقد يوصي الطبيب أيضًا تناول مكملات الحديد.
- وسائل منع الحمل: يمكن أن تساعد وسائل منع الحمل الهرمونية أيضًا في علاج أعراض الأورام الليفية، خاصًة، النزيف الغزير أثناء الدورة الشهرية وبينها والتشنجات. هناك مجموعة متنوعة من وسائل منع الحمل التي يمكن استخدامها، بما في ذلك حبوب منع الحمل الفموية والحقن واللولب الرحمي.
- ناهضات هرمون إطلاق الغدد التناسلية (GnRH): تعمل هذه الأدوية عن طريق تقليص حجم الأورام الليفية. تُستخدم أحيانًا لتقليص حجم الورم الليفي قبل الجراحة، مما يسهل إزالته. ومع ذلك، فإن هذه الأدوية مؤقتة، وعند التوقف عن تناولها، فقد تنمو الأورام الليفية مرة أخرى.
العمليات الجراحية
إذا كانت الأورام الليفية تؤثر بشكل كبير على الصحة أو الحياة اليومية، فقد يكون من الضروري إجراء جراحة. من بين الخيارات الجراحية:
- استئصال الأورام الليفية (Myomectomy): يتم فيه إزالة الأورام الليفية دون التأثير على الرحم نفسه، مما يتيح للمرأة الحفاظ على قدرتها على الحمل.
- استئصال الرحم (Hysterectomy): في الحالات الشديدة، قد يكون الحل الأمثل هو إزالة الرحم تمامًا، وهو العلاج الوحيد الذي يضمن عدم عودة الأورام الليفية.
المراجع:
- Uterine fibroids. (2024, September 9). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9130-uterine-fibroids
- Uterine fibroids – Symptoms and causes. (n.d.). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/uterine-fibroids/symptoms-causes/syc-20354288