تجميد الأجنة : إليك أهم المعلومات

ظهرت العديد من التقنيات الحديثة التي تقدم الحلول لمشكلة صعوبة الإنجاب أو تأخره، مثل أطفال الأنابيب والتخصيب داخل الرحم وغيره، ونتيجًة للتطور العلمي المستمر في عمليات الإنجاب وعلاج العقم تم تطوير ما يُسمى بـ تجميد الأجنة.

ولكن ماذا يعني تجميد الأجنة ؟ وكيف يتم التحضير لهذه العملية وما هي ميزاتها؟ وغيره من المعلومات التي تهمك سيقدمها الدكتور سامر ياغي استشاري النسائية والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب في هذا المقال.

تجميد الأجنة : ما هو؟

تجميد الأجنة هي وسيلة لمساعدة الأشخاص الذين يُعانون مشاكل في الخصوبة والإنجاب لتعزيز فرص الإنجاب مستقبلًا، تتمثّل بتجميد البويضات المخصّبة وتخزينها بطريقة معينة لاستخدامها لاحقاً.

الحالات التي تستدعي القيام بعملية تجميد الأجنة

يمكن اللجوء إلى عملية تجميد الأجنّة في الحالات التالية:

  • الرغبة بتأخير عملية التخصيب في المختبر أو أطفال الأنابيب إلى وقت لاحق.
  • تأجيل أو إلغاء عملية الزرع في الرحم بعد أن يتم تخصيب البويضة بالفعل.
  • نجاح الإخصاب في المختبر وتكوين أكثر من جنين، عندها يتم استخدام جنين واحد وتجميد البقية لاستخدامها لاحقًا عند الرغبة بذلك.
  • المُعاناة من مشاكل صحية تتطلب علاج طويل الأمد يؤثر على الخصوبة مثل بعض علاجات السرطان.

هل هناك أي تحضيرات ما قبل عملية تجميد الأجنة؟

قبل البدء في دورة استخراج البويضات لتخصيبها، سيطلب الطبيب إجراء العديد من الفحوصات التي تتضمن التحقق من مستويات الهرمون وإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية (السونار) للتأكد من أن المبيضين جاهزان لبدء العملية.

بعد ذلك يصف الطبيب أدوية تؤخذ عن طريق الحقن لتحفيز المبيضين على نمو بصيلات متعددة لاستخراج البويضات الجيدة والبدء بعمليات الإخصاب.

خطوات إجراء تجميد الأجنة

تتضمن خطوات تجميد الأجنة الآتي:

  • إعطاء مخدر خفيف لبدء عملية استرجاع البويضات (جمع البويضات).
  • يستخدم الطبيب السونار لتوجيه إبرة مجوفة وقسطرة عبر المهبل وصولًا إلى المبيض ويجمع عدة بويضات، واحدة تلو الأخرى.
  • يعتمد عدد البويضات التي يتم جمعها على استجابة الجسم للأدوية الهرمونية.
  • بعد ذلك تُرسل عينة البويضات إلى المختبر لبدء عملية التخصيب فإما أن يتم تخصيب بويضة واحدة أو أكثر بالحيوانات المنوية من الشريك.
  • تتم مراقبة الجنين أثناء نموه لمدة خمسة إلى سبعة أيام، وفي هذه المرحلة، يمكن أخذ عينات من الأجنة لإجراء الاختبارات الجينية، خاصة إذا كان من المعروف أن المتبرع بالبويضة أو الحيوان المنوي يحمل حالات وراثية معينة.
  • يتم تصنيف الأجنة لتحديد أيًّا منها يُمكن أن ينمو بنجاح عند زرعه.
  • خلال هذه المرحلة، يمكن تجميد الأجنة التي تحمل الصفات المطلوبة، حيثُ يتم استبدال الماء الموجود في خلايا الجنين بسائل وقائي، ويقوم الأخصائي باستخدام التجميد السريع بالنيتروجين السائل لمنع تكوين بلورات الجليد التي يمكن أن تلحق الضرر بخلايا الجنين.

إقرأ أيضًا: اعراض تسمم الحمل.

معدلات النجاح

تعتمد فرصة الحمل من تجميد الأجنة إلى حد كبير على عمر المرأة وقت استخراج البويضة، إذ أن البويضات المأخوذة من النساء اللاتي تبلغن من العمر 35 عامًا أو أقل تتمتع بفرص أعلى لنجاح حدوث الحمل.

وتتضمن العوامل الأخرى التي قد تؤثر على عملية تجميد الأجنة ما يلي:

  • الصحة العامة لكلا الوالدين.
  • وجود مشاكل تؤثر على الخصوبة، مثل بطانة الرحم المهاجرة، والأورام الليفية، والزوائد اللحمية الرحمية.
  • نجاح أو فشل علاجات الخصوبة وحالات الحمل السابقة.

ملاحظة: أكثر من 95% من الأجنة المجمدة يُمكن أن ينجح استخدامها لإكمال عملية الحمل.

هل هناك أي آثار جانبية لـ تجميد الأجنة؟

من النادر جدًا حدوث أي مضاعفات أو آثار جانبية أثناء عملية تجميد الأجنة، ولكن تتضمن بشكل عام الآثار الجانبية ما يلي:

  • العدوى.
  • تلف المثانة أو الأمعاء أو الأوعية الدموية بسبب الإبرة والقسطرة.
  • متلازمة فرط تحفيز المبيض والتي يمكن أن تحدث عندما يتم تحفيز المبيضين بشكل زائد عن طريق الأدوية.

كم من الوقت يمكن أن تبقى الأجنة مجمدة؟

عادًة ما يتم تجميد الأجنة وحفظها في ظروف مناسبة تمنع تلفها، حيثُ يُمكن الحفاظ عليها لمدة 10 أعوام أو حتى أكثر من ذلك.

كيف يتم نقل الأجنة المجمدة؟

قبل أن يتم نقل الجنين المجمد إلى الرحم، يجب إعداد بطانة الرحم لاستقبال الجنين إما في “الدورة الطبيعية” أو “دورة العلاج بالهرمونات البديلة” كما سيتم توضيحه فيما يلي:

الدورة الطبيعية

حيثُ يتم السماح لبطانة الرحم أن تزداد سُمكًا بشكل طبيعي كجزء من الدورة الطبيعية، ويقوم الطبيب بمراقبة الدورة عن طريق فحص جريب البويضة النامية على المبيض وسمك بطانة الرحم بواسطة السونار، وبمجرد وصولها إلى الحجم المناسب، يتم تحفيز الإباضة.

بعد ذلك تتم عملية نقل الأجنة بعد أسبوع تقريبًا، غالبًا ما يتم إعطاء دواء البروجسترون، إما على شكل حقنة أو تحميلة، خلال النصف الثاني من الدورة للمساعدة في دعم بطانة الرحم.

دورة العلاج بالهرمونات البديلة (HRT)

خلال هذه المرحلة يتم تزويد المرأة بالهرمونات لتنظيم الدورة الشهرية خاصًة إذا كانت المرأة تُعاني من عدم انتظام الدورة. من خلال هرمون الاستروجين والبروجستيرون وذلك يُساعد على تعزيز بطانة الرحم إلى المرحلة الصحيحة.

يوصي الطبيب عادًة بتناول أدوية الإستروجين طوال الدورة وأدوية البروجسترون خلال الجزء الثاني من الدورة.

يتم مراقبة تطور بطانة الرحم عن طريق الموجات فوق الصوتية للتحقق من موعد إعطاء هرمون البروجسترون.

وعادةً ما يتم زرع الجنين في غضون أسبوع أو نحو ذلك بعد بدء تناول هرمون البروجسترون. لكن هذا يمكن أن يختلف اعتمادًا على الظروف الفردية والمرحلة التي تم فيها تجميد الأجنة.

أيهما أفضل الأجنة الطازجة أم المجمدة؟

أظهرت دراسة أُجريت على أكثر من 1000 حالة من حالات نقل الأجنة التي تشمل أجنة طازجة أو مجمدة، عدم وجود أي فروقات بين الأجنة الطازجة أو المجمدة من حيث معدلات الحمل أو صحة الجنين. 

وتشير دراسات أخرى إلى أن نقل الأجنة المجمدة قد يكون أكثر فعالية، وقد يؤدي إلى ارتفاع معدل الحمل ونتائج أفضل لكل من المرأة والجنين.

المراجع:

  1. Johnson, J. (2019, March 13). Embryo freezing: What you need to know. https://www.medicalnewstoday.com/articles/314662
  2. Freezing embryos. (2023b, February 17). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/treatment-tests-and-therapies/freezing-embryos
  3. Professional, C. C. M. (n.d.-d). Embryo freezing (Cryopreservation). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/treatments/15464-embryo-freezing-cryopreservation