عادةً ما يستمر عدم انتظام الدورة الشهرية من أربعة إلى سبعة أيام وتحدث كل 28 يومًا تقريبًا أو في الفترة التي تتراوح ما بين 21-35 يومًا. ولكن إذا حدثت الدورة خلال أقل من 21 يومًا أو في فترة تزيد عن 35 يومًا، أو في حال غابت ثلاث مرات أو بشكلٍ متتالي، وكان تدفق دم الحيض أكثر أو أخف بشكل ملحوظ عن المعتاد فهنا تعرف هذه بـ الدورة الشهرية غير المنتظمة.
يذكر الدكتور سامر ياغي استشاري النسائية والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب في هذا المقال أهم اسباب عدم انتظام الدورة الشهرية.
اسباب عدم انتظام الدورة الشهرية
تتضمن اسباب عدم انتظام الدورة الشهرية أحد الأسباب التالية:
بعض الحالات الطبية
ترتبط بعض الحالات الصحية بغياب الدورة الشهرية أو عدم انتظامها. وتشمل كل مما يلي:
بطانة الرحم المهاجرة
الانتباذ البطاني الرحمي أو بطانة الرحم المهاجرة هي حالة صحية تحدث عندما ينمو نسيج مشابه لأنسجة بطانة الرحم خارج الرحم. وغالبًا ما يلتصق هذا النسيج بالمبيضين أو قناتي فالوب.
قد تسبب بطانة الرحم المهاجرة نزيفًا غير طبيعي أو تقلصات أو ألمًا شديدًا قبل وأثناء الدورة الشهرية.
مرض التهاب الحوض
مرض التهاب الحوض هو عدوى بكتيرية تؤثر على الجهاز التناسلي الأنثوي. وغالبًا ما يكون ناتجًا عن عدوى منقولة جنسيًا لم تُعالج. تدخل البكتيريا إلى المهبل ثم تنتشر إلى الرحم والجهاز التناسلي العلوي. من الأعراض المرتبطة بهذا المرض:
- إفرازات مهبلية غير طبيعية ورائحتها كريهة.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- ألم في منطقة الحوض.
متلازمة تكيس المبايض
في متلازمة تكيس المبايض، تفرز المبايض كميات كبيرة من بعض الهرمونات المعروفة بـ اسم الأندروجينات.
يمنع هذا الهرمون التبويض أو يؤخره، مما يسبب دورة شهرية غير منتظمة. وفي بعض الأحيان قد تتوقف الدورة الشهرية تمامًا لدى بعض النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
قصور المبيض الأولي
يحدث قصور المبيض الأولي، عندما لا تعمل المبايض بشكل صحيح، لدى النساء الأصغر من سن الأربعين، وقد تسبب هذه الحالة عادًة غياب الدورة الشهرية أو عدم انتظامها. يمكن أن تتسبب علاجات مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان، أو بعض الحالات المناعية الذاتية، هذه المشكلة.
اضطرابات الغدة الدرقية أو الغدة النخامية
يمكن أن يؤثر قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية، بالإضافة إلى الاضطرابات الأخرى المتعلقة بالغدة الدرقية أو الغدة النخامية، على مستويات الهرمونات في الجسم، مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية.
اضطرابات النزيف
المعاناة من اضطرابات النزيف أو تخثر الدم، قد يؤدي إلى نزيفًا شديدًا أثناء الدورة الشهرية.
سرطان الرحم أو سرطان المبيض
بعض أنواع السرطان مثل سرطان الرحم أو المبيض قد تؤثر على الدورة الشهرية، حيث يمكن أن تتضمن التغييرات نزيفًا أثقل من المعتاد أو حتى انقطاع الدورة الشهرية بالكامل.
عوامل نمط الحياة وتأثيرها على انتظام الدورة الشهرية
يمكن أن تؤثر الاضطرابات أو التغييرات في الروتين اليومي على الدورة الشهرية. من بين عوامل نمط الحياة التي قد تلعب دورًا في ذلك:
- التوتر.
- اكتساب أو فقدان وزن كبير.
- التمارين الرياضية التي تؤدي إلى انخفاض ملحوظ في دهون الجسم.
- الفيروسات أو الأمراض الأخرى.
أسباب أخرى لـ عدم انتظام الدورة الشهرية
يمكن أن تؤدي بعض الأدوية أو مضاعفات الحمل أو الرضاعة الطبيعية إلى عدم انتظام الدورة الشهرية. تشمل الأسباب الأخرى ما يلي:
- حبوب منع الحمل، إذ تحتوي معظم حبوب منع الحمل على مجموعة من الهرمونات، والتي تعمل على منع الإباضة. يمكن أن يؤثر بدء تناول الحبوب أو التوقف عنها على الدورة الشهرية، حيث قد تعاني بعض النساء من عدم انتظام الدورة أو انقطاعها لمدة تصل إلى ستة أشهر بعد التوقف.
- الأدوية، مثل الكورتيزون أو مميعات الدم.
- الإجهاض أو الحمل خارج الرحم، حيث يحدث زرع البويضة المخصبة خارج الرحم.
- الجراحة أو وجود ندبات أو انسدادات في الرحم أو المبايض أو قناتي فالوب.
كيف يتم علاج عدم انتظام الدورة الشهرية؟
يعتمد علاج عدم انتظام الدورة الشهرية على المُسبب. وفيما يلي نوضح أهم العلاجات المتوفرة لـ عدم انتظام الدورة الشهرية:
الأدوية المستخدمة لعلاج عدم انتظام الدورة الشهرية
غالبًا ما تكون الأدوية هي الخيار الأول للدورة الشهرية غير المنتظمة. إذا لم تساعد الأدوية، فقد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية. تشمل أهم الأمثلة على الأدوية المستخدمة في هذه الحالة:
وسائل منع الحمل الهرمونية
يمكن علاج النزيف غير المنتظم أو الغزير الناتج عن متلازمة تكيس المبايض أو الأورام الليفية الرحمية أو بطانة الرحم المهاجرة أو الحالات الطبية الأخرى باستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.
عادًة ما يتم وصف حبوب منع الحمل الهرمونية المركبة التي تتكون من هرموني الاستروجين والبروجستين، أو وسائل منع الحمل التي تحتوي على البروجستين فقط. يأتي كلا النوعين في أشكال مختلفة مثل الحبوب أو الحلقة المهبلية أو الحقنة أو اللولب الرحمي أو التحاميل المهبلية.
حمض الترانيكساميك
قد يوصف هذا الدواء للحالات الشديدة من النزيف أثناء الدورة ، حيثُ يوصى بتناول حبة واحدة بداية الدورة الشهرية.
مسكنات الألم
يتم وصف هذه الأدوية للسيطرة على الألم الخفيف إلى المتوسط أو التشنجات، ومن الأمثلة عليها الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين.
المضادات الحيوية
قد يتم إعطاء المرأة المضادات الحيوية إذا كان سبب النزيف غير المنتظم ناتجًا عن عدوى.
منشطات هرمون إطلاق الغدد التناسلية
تعمل هذه الأدوية على تقليص حجم الأورام الليفية الرحمية والتحكم في النزيف الشديد، ولكنها قد توقف الدورة الشهرية مؤقتًا.
الجراحة
هناك خيارات علاجية جراحية تعتمد على الحالة والعمر وما إذا كانت المرأة ترغب في الحمل في المستقبل. تشمل العلاجات الجراحية ما يلي:
استئصال بطانة الرحم
استئصال بطانة الرحم هو إجراء يتم من خلال إما استخدام الحرارة أو البرودة أو أنواعًا مختلفة من الطاقة لتدمير الأنسجة التي تبطن الرحم حتى يقل النزيف أثناء الدورة الشهرية. إذا كانت المرأة ما زالت ترغب في الحمل في المستقبل، فلا ينبغي أن تخضع لهذا الإجراء.
استئصال الأورام الليفية
حيثُ غالبًا ما يتم إزالتها عن طريق المنظار، حيثُ يتم استئصال الورم الليفي فقط دون التأثير على الرحم غالبًا.
سد الشرايين الرحمية
وهو إجراء يتضمن قطع إمداد الدم إلى الرحم والذي يغذي الأورام الليفية مما يُساهم في انكماشها واختفائها.
استئصال الرحم
في الحالات الشديدة، قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الأنسجة البطانية الرحمية الزائدة التي تنمو في الحوض أو البطن. قد تكون استئصال الرحم مطلوبًا أيضًا كملاذ أخير إذا تعرض الرحم لأضرار بالغة.
المراجع:
- Irregular periods. (2024, May 1). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/14633-abnormal-menstruation-periods
- Website, N. (2024, March 11). Irregular periods. nhs.uk. https://www.nhs.uk/conditions/irregular-periods/