تكيس المبايض

تكيس المبايض

تكيس المبايض أو متلازمة تكيس المبايض هي اضطراب هرموني، يُمثل أحد القضايا الصحية الشائعة بين النساء، حيث تطال هذه الحالة ما نسبته 8 إلى 13% من الإناث خلال فترة سنوات الإنجاب، ومعظم النساء اللاتي يعانين من هذه المتلازمة لم يتم تشخيص حالاتهم بعد.

ولكن ما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الحالة؟ وكيف يمكن تشخيصها ومعالجتها؟ هذا ما سيُحدثنا عنه الدكتور سامر ياغي استشاري النسائية والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب. [1]

تعريف تكيس المبايض

تظهر متلازمة تكيس المبايض (Polycystic ovary syndrome) كاضطراب هرموني يتم فيه إفراز مستويات مرتفعة من الهرمونات الذكرية (الأندروجينات) من المبيضين، مما يؤثر في قدرة المبيض على إتمام عملية الإباضة بشكلٍ صحيح.

وذلك يؤدي إلى تشكّل أكياس صغيرة ممتلئة بالسائل على المبيض، ولا تُعتبر هذه الحالة خطيرة؛ إلا أنه قد يكون لها أبعاد من ناحية الأعراض التي تسببها وتأثيرها على الصحة العامة. [2]

أسباب تكيس المبايض

في الواقع، لا يوجد سبب محدد وواضح لتكيس المبايض، لكن هناك عدة عوامل يُعتقد بأنها يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بهذه الحالة، ومن بين هذه العوامل ما يلي: [3] [4]

العوامل الوراثية

فعلى سبيل المثال، في حالة إصابة أحد أفراد العائلة المباشرين بمتلازمة تكيس المبايض، تزداد احتمالية تعرض الأنثى لهذه الحالة.

اضطراب التوازن الهرموني

تتسم نسب هرمونات الأندروجين (الهرمونات الذكرية) بالارتفاع عن المعدل الطبيعي لدى النساء المصابات بتكيس المبايض، وينجم عن هذه الزيادة إضعاف في قدرة المبيض على إطلاق البويضات، وهناك اضطرابات هرمونية أخرى قد تصاحب هذه الحالة منها:

  • ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين.
  • ارتفاع مستويات الهرمون المنشط للجسم الأصفر (LH).

اضطرابات في استجابة الجسم لهرمون الإنسولين

أو ما يُسمّى بمقاومة الإنسولين، وفيها يُصبح الجسم غير قادر على الاستجابة لهرمون الإنسولين الذي يُفرز بواسطة البنكرياس لتنظيم مستويات السكر في الجسم.

ونتيجة لهذه المقاومة، يحدث ارتفاع في مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الأنسولين كمحاولة للتعامل مع ما حدث، وتؤدي هذه الزيادة في مستويات الإنسولين بدورها إلى ارتفاع ملحوظ في هرمونات الذكورة في الجسم.

اقرأ أيضًا: العقم عند الذكور

حدوث التهاب مزمن

على الرغم من أنّ الالتهاب قد يكون بشدّة منخفضة، إلا أنّ وجوده المزمن قد يكون سببًا في إحداث تغيراتٍ هرمونية، والتي من شأنها أن تسبب حدوث متلازمة تكيس المبايض.

السمنة

إذ إنّ هناك علاقة بين السمنة وتكيس المبايض، حيث إنّ الزيادة غير الطبيعية في الوزن من شأنها أن تزيد احتمالية الإصابة بهذه الحالة.

التوتر النفسي

يمكن أن يكون للضغوط النفسية والتوتر تأثير على التوازن الهرموني، والمساهمة في تطور المشكلات الصحية، بما في ذلك تكيس المبايض.

أعراض تكيس المبايض

تتنوع أعراض تكيس المبايض من حالةٍ لأخرى، ويمكن أن تكون الأعراض متفاوتة في شدتها وتكرار حدوثها، قد تشمل أعراض تكيس المبايض ما يلي: [4]

  • اضطرابات في الدورة الشهرية، كعدم انتظامها أو انقطاعها، أو غزارة دم الدورة الشهرية.
  • آلام في منطقة الحوض أو البطن.
  • آلام خلال أو بعد العلاقة الجنسية.
  • زيادة نمو الشعر على الوجه، الصدر، الظهر أو البطن.
  • تساقط شعر فروة الرأس.
  • حب الشباب.
  • زيادة في الوزن، خاصة في منطقة البطن.
  • صعوبة في الحمل نتيجة لعدم حدوث الإباضة بانتظام.
  • ظهور بقع جلدية داكنة وسميكة، خاصة على مؤخرة الرقبة، أو الإبطين، أو تحت الثديين.
  • تغيرات في المزاج، أو الاكتئاب والقلق.
  • التعب والإرهاق.
  • الصداع المزمن.

يرجى مراجعة الطبيب إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض لإجراء تقييم دقيق للحالة وتحديد العلاج المناسب لها.

تشخيص تكيس المبايض

يتطلب تشخيص حالة تكيس المبايض تقييمًا شاملاً للأعراض والتاريخ الطبي، ويشمل العديد من الإجراءات والفحوصات، ويمكن تلخيص ذلك على النحو الآتي: [5]

تقييم أعراض تكيس المبايض

يبدأ الطبيب بمناقشة الأعراض التي تعاني منها المرأة، والتاريخ الطبي الشخصي والعائلي، مع معرفة مواعيد الدورة الشهرية، والآلام التي تشكو منها، وأي تغيرات في الوزن أو الشعر.

الفحص الجسدي

يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي، وخاصة فحص الحوض، لاستبعاد أي تغيرات أو علامات غير طبيعية.

فحص الدم

يتم فحص مستويات هرمونات الدم، بما في ذلك الهرمونات الجنسية؛ مثل الأندروجينات والإستروجين، لتقييم التوازن الهرموني في الجسم.

فحص السونار (التصوير بالموجات فوق الصوتية)

يُستخدم السونار لرؤية مفصّلة لحالة المبايض (من حيث الحجم والشكل) وتقييم مدى وجود تكيسات عليها.

يتم تأكيد الإصابة بتكيس المبايض في حال ثبت وجود اثنين على الأقل مما يلي: [5]

  • عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها.
  • ارتفاع مستويات الأندروجين عند إجراء فحص الدم، أو أعراض ترتبط بالحالة كحب الشباب وزيادة نمو شعر الجسم.
  • ظهور عدة أكياس على المبايض عند إجراء فحص السونار.

اقرأ أيضًا: التهاب المهبل الجرثومي

علاج تكيس المبايض

قد تختلف الخطة العلاجية المتّبعة لحل مشكلة تكيس المبايض اعتمادًا على الحالة وشدتها، وبشكلٍ عام قد تتضمن خطة العلاج ما يلي: [6] [7]

المراقبة الطبية

في بعض الحالات، قد يختار الأطباء مراقبة تكيسات المبايض دون اتخاذ أيّ علاج فعلي، خاصة إذا كانت الأعراض طفيفة أو إذا كانت المرأة تخطط للحمل في المستقبل.

تعديل نمط الحياة

والذي يتضمن ما يلي:

  • تقليل الوزن الزائد في حالات السمنة.
  • ممارسة الرياضة؛ فالنشاط البدني المنتظم يمكن أن يساعد في تحسين صحة المبايض وتنظيم الهرمونات.
  • اتباع نمط غذائي صحي غني بالفيتامينات والمعادن المهمة للجسم، ويتضمن ذلك الإكثار من الخضروات والفواكه، مع التقليل من الأطعمة الدهنية والجاهزة.

العلاجات الدوائية أو الهرمونية

والتي نذكر من أبرزها ما يلي:

  • قد يتم تضمين ميتفورمين (Metformin)، المعروف أيضًا باسم جلوكوفاج، لعلاج تكيس المبايض وذلك بفضل فعاليته في تخفيف مقاومة الأنسولين، والتي تلعب دورًا في تنظيم مستويات السكر في الدم، يُشار إلى أن هذا الدواء فعال في علاج السكري من النوع الثاني.
  • تعتبر حبوب منع الحمل الفموية خيارًا آخر يستخدم لتخفيف حالات تكيس المبايض، حيث تساهم في تقليل إنتاج الأندروجينات وتنظيم الدورة الشهرية، مما يخفف من أعراض هذه الحالة.
  • في حال رغبة المرأة في الحمل، يمكن أن يتم وصف كلوميد أو كلوميفين (Clomifene)، الذي يُستخدم لتحفيز حدوث الإباضة وإنتاج البويضات، مما يسهم في تعزيز القدرة على الحمل.
  • بالنسبة للمرضى الذين قد يواجهون موانع لاستخدام الكلوميد، قد يُوصف ليتروزول  (Letrozole) كبديل، حيث يُستخدم لتعزيز الخصوبة وتحفيز حدوث الحمل.

العمليات الجراحية

في حالات نادرة، قد يقترح الطبيب إجراء جراحة لتخفيف الكيسات، وقد يتم ذلك بواسطة تثقيب المبيض بالمنظار (Laparoscopic ovarian drilling).

علاجات الخصوبة

إذا كانت تكيسات المبيض تؤثر على الخصوبة، قد يتم توجيه العلاج نحو تحسين فرص الحمل من خلال الاستعانة بتقنيات المساعدة على الإنجاب، والتي تتضمن:

  • أطفال الأنابيب (IVF).
  • الحقن المجهري (ICSI).
  • التلقيح داخل الرحم (IUI).

المراجع:

  1. Polycystic ovary syndrome. (2023, June 28). https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/polycystic-ovary-syndrome
  2. Polycystic Ovary Syndrome (PCOS). (2022, February 28). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/polycystic-ovary-syndrome-pcos
  3. Website, N. (2022, October 13). Causes. nhs.uk. https://www.nhs.uk/conditions/polycystic-ovary-syndrome-pcos/causes/
  4. Watson, S. (2023, February 26). Polycystic Ovary Syndrome (PCOS): Symptoms, Causes, and Treatment. Healthline. https://www.healthline.com/health/polycystic-ovary-disease#causes
  5. Diagnosing Polycystic Ovary Syndrome. (n.d.). NYU Langone Health. https://nyulangone.org/conditions/polycystic-ovary-syndrome/diagnosis
  6. Polycystic ovary syndrome | Office on Women’s Health. (n.d.). https://www.womenshealth.gov/a-z-topics/polycystic-ovary-syndrome
  7. Polycystic ovary syndrome (PCOS) – Diagnosis and treatment – Mayo Clinic. (2022, September 8). https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/pcos/diagnosis-treatment/drc-20353443

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *